منصة تاء ـ متابعات

قالت المستشارة والسفيرة جميلة علي رجاء إن الاختلاف الحاصل اليوم بين الطرفين في اليمن فيما يتعلق بعملية السلام، هو هل نوقف القتال أولاً أم نستمر في عملية السلام كلها، الأول نحصل على ضمانات ونهدئ من المخاوف ومن ثم ننطلق لوقف الاقتتال. والموضوع في مجمله هو مخاوف والاحتياج للضمانات، المخاوف هذه كلها بعضها مشروع وحقيقي وبعضها مبالغ فيه أعتقد، وأجندة أيضًا مرتبطة بأطراف خارجية ولذلك أعتقد أن مسار السلام أصبح الآن معقد، كان في البداية ممكن أن يكون بسيطًا وسهلًا، ممكن يكون بين الأطراف اليمنية، ولكنه للأسف الشديد له علاقة بالأطراف الخارجية وله علاقة أيضا بالتمويل الخارجي، صعب كثير أني أطلق وأحدد من أين يبدأ السلام، وممكن أقول أيضًا عندما تتحقق الإرادة، حتى هذه الإرادة مرهونة بالآخرين، إرادة من! إرادة اليمنيين أو إرادة الأطراف المجاورة أم الأطراف الدولية، هناك جملة من الأسباب التي إذا لم نرتبها ترتيباً جيداً ونطرحها في سياق محدد وهذه الجهود التي يتم السعي فيها أعتقد أننا سنقع في إشكاليات كبيرة ويمكن أن تستمر الحرب لفترة طويلة.

 

حديث السفيرة والمستشارة اليمنية جاء في برنامج النساء السلام الذي تبثه قناة السعيدة حيث قالت انه إذا عم السلام في الصراع السعودي الإيراني ربما ينتقل ذلك إلى الصراع في اليمن، وهذا جزء منها صحيح لأنها لها علاقة بتمويل للمليشيات الخارجة عن سلطة الدولة بالتأكيد وهو سعي للنفوذ في المنطقة وسعي للحصول على أكثر المكاسب، غطائها ربما يكون مذهبي أو ديني لكنها ليست دينية بل سعي إلى السلطة والثروة التي يحاول كل الناس في العالم تقاسمها وليس طرفي النزاع، بالتأكيد.

 

وقالت “رجاء” إن إرثنا السياسي في اليمن بأن المتقاتلين الذين يحملون البنادق هم الذين يجلسون على الطاولة، متسائلة : لماذا الجنوبيين حملوا السلاح وخرجوا وعملوا الإشكاليات الأخيرة مؤخراً إلا لأنهم حسوا أنهم مقصيين من هذه المباحثات ولا أحد يسمع لهم، صوت السلاح هو الأقوى، ما زالت تردد أصداؤه في جوانحنا كلنا، فعندما نطرح على الطرفين ونقول لهم يا جماعة هل تسمعوا أصوات أخرى، ردهم يكون قاطعًا (كلا لن نسمع) هذه الطاولة الصغيرة ستجمع بين الطرفين المتقاتلين لوقف الاقتتال.

 

وأشارت “رجاء” أنه عندما لا تحتوي الناس ومطالبهم منذ البداية، لعدم توزيع عادل للسلطة والثروة وحصرها بين طرفي الصراع هذه أراها كارثة وهذا ينقض تمامًا كل الجهود التي قامت بها ثورات الربيع العربي التي أجهضت، التي كيف ما أطلقتِ عليها! ولكنها في النهاية كان هناك تطلعات للناس أن (وزعوا علينا شوية) بالكفاءة وليست حكاية البلطجة، بالكفاءة والقدرات بس يتيحوا لنا الفرصة، من أرساها هذه، النساء. أتيحوا لنا أيضًا الفرصة وهو حق مشروع.

 

وأكدت “رجاء” أن طرفين النزاع الحكومة الشرعية والحوثيين (أنصار الله) هؤلاء هم من منعوا وصدوا دخول أي أطراف على مباحثات السلام بما فيهم النساء رغم أني أعتقد أن في أطروحات وأفكار نسوية ربما توفيقية، تقدر توفق بين وجهتي النظر، وهذا الجميل بالموضوع الذي لم يفطن إليه الجميع وهم غير متحسسين لذلك وغير مهتمين. أجندتهم الآن الفرض، كيف أفرض أنا وجهة نظري وكيف أخرج من هذه المباحثات فائز وكاسب، رغم أنه لا يوجد أحد سيخرج من هذه المفاوضات كاسب إذا لم يكسب الوطن.

 

وأشارت “رجاء” إلى أنه في فترة الحرب اكتسبن النساء تجربة ونضج في العمل السياسي لم يكتسبنه من قبل، وهذه تجمعت وأفردت مساحة للنساء لتبادل الرأي، بدأن يقبلن ببعضهن البعض وهذا هو المدخل الصحيح، ولو أن من في جماعة أنصار الله ومن في الإصلاح بدأن يسمعن بعض، أنا أشوف هذه النقطة لا بأس بها، لكنهن لسن صانعات قرار فيمكن أن يكون لهن هذه المساحة ولكن مع صناع القرار لا. ممكن يكونوا حديات، المساحة جعلت مكتب المبعوث الأممي مثلا يجعل هذه المجموعة النسوية تحضر، ليفهمن في مسارات السلام وأصبح لديهن معلومات وداتا أيضا يستندن عليها، المسارات المختلفة الأمنية والاقتصادية بدأت النساء يعملن عليها وينحين هذه المناحي.

 

وأكدت “رجاء” أن المجتمع الدولي جاد لفرض حضور النساء في العملية السياسية، وهو حبل نجاة للمنظمات الدولية والأممية لأنه إذا فشل بكل حاجة يقول النساء بدأن يتمكن وبدأن يحضرن وإلى آخره، بالعكس حبل نجاة كما قلت. وأنا لا أنظر إلى ذلك، صحيح سيعملوا مسافة، وعاملين التوافق وفي تمويلات وإلى آخره وهذا الذي يثير أحيانا حفيظة البعض من الرجال الغير مدركين الدور الذي يقمن به النساء لأنه في أيضا تمويل للشباب وتمويل أيضا المشاريع الصغيرة، أنا لما أركز على قضايا السلام هي لفتح المسارات للوصول لهذه الأمور، أن نستطيع أن نقدم الخدمات الاقتصادية ونوصل حتى التجارية، أنا لم أعد بحاجة للمساعدات في نهاية المطاف، أنا أريد البضائع أن تصل وتكون هناك إمكانية، راتب عشان يشتري بها.

 

وقالت “رجاء” إن إدراج النساء في طاولات الحوار والمفاوضات والحديث حول مواضيع جديدة يتم التعامل معها من خلال الأخذ بآراء المرأة اليمنية، ستغير أمور كثيرة وهي قد تغيرت في الحوار وهذه مقولة أقولها دائما ولكنها تثير حفيظة الآخرين، أن مخرجات الحوار لو لم تقم جماعة أنصار الله بالانقلاب عليها لكانوا انقلبوا عليها المجموعات المحافظة الأخرى بشكل أو بآخر، مش ضروري بالشكل الذي قاموا به أنصار الله ولكن كانوا سيلقوا بها لأنها متقدمة جدًا ومتطورة، وعندما تناقشيهم في موضوع الدستور فالدستور له الحق أن يكون عالي المستوى، هذه الآمال التي نرغب بها وأن نصل إليها، الدستور لا بد أن يكون ذو تطلعات ولكن حتى نصل للتطلعات هو هذا المسار الذي يفترض أن نشتغل عليه، في السياسات، سياسات معينة حتى نصل لهذا الهدف وكلهم يتخوفوا من مواد الدستور الذي كانوا يشتغلوا عليه، الدستور الجديد. لا أقول لك البعد السياسي ولكن البعد المجتمعي أيضًا، ما يتعلق بالحريات والحقوق وإلى آخره، وهو ما أخاف ليس الجماعات الدينية ولكن حتى الجماعات المحافظة، كلها. واكتشفنا أن الكل في هذا محافظ عندما نصل للحقوق والحريات، لأن خروج الشباب والنساء إلى الشارع هذا أثار مخاوف كثيرة وكبيرة جدا، ولن يسمح لهؤلاء بالخروج مرة أخرى تحت أي نظام من الأنظمة، وأتمنى ألا يخرجوا ولكن في نفس الوقت أن يؤخذ بتطلعاتهم، أن يتم فعلا الاعتماد على المخرجات التي أخرجت مع مناقشة بعض النقاط التي يمكن أن نتجاوزها وأن نفكر فيها وإلى آخره، تجعلنا نقبل بالمخرجات، تضيف قيمة كبيرة للمخرجات التي خرجنا بها، ليست مهزلة، وليس شيء تم بخفة، ولكنها قضايا حقيقية تهمك أنت، تهم المصور، والطفل والشيخ، وتهم القوى المهمشة، ( تهمنا كلنا) هذه قواعد كأنها قواعد دستورية هامة كيف ستصلين لها، هذه هي الإشكالية وحصل الانقلاب.