منصة تاء ـــ متابعات
ترى عضو التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام المحامية عفراء حريري أن الحرب أصبحت تشكل مكسبًا سريعًا لأطرف الحرب، وتحولت إلى تجارة اقتصاد كبيرة وعالية، بالتالي الذي يدخل كمستفيد ماديًا وماليًا في الحروب لا بد أن يستمر في هذه العملية لأن أطراف الحرب أصبحت مليارديرات ومليونيرات، ولأنه أصبح هناك استفادة مالية واقتصاد حرب عالي لمصالح شخصية خاصة والكل مستفيد من الحرب، فهناك مصالح شخصية وخاصة ومصالح إقليمية ودولية، بالتالي لا أحد من مصلحته أن تنتهي الحرب غير المواطن البسيط العادي.
حديث الناشطة والسياسية “حريري” جاء في سياق حوار أجرته معها قناة السعيدة في برنامج “النساء والسلام” حيث قالت إنه في المرحلة الأخيرة وفي ظل الحرب لم تكشف الأحزاب السياسية بعلاقتها فقط مع النساء؛ بل أيضا مع الرجال في إطار الأحزاب السياسية ذاتها، وأصبحت المسائل محصورة على قادة الأحزاب ومن يتبعهم في هذه الأحزاب سواء كانوا رجالًا أو نساءً، كما تعطلت العملية السياسية برمتها؛ وهذا كان منعكسا على النساء وانعكاسه أقوى على النساء لأنهن الحلقة الأضعف في إطار قطاعاتهن السياسية ليس لأنهن الضعيفات لكن البرنامج السياسي للأحزاب برنامج تعيس فيما يخص المرأة، والشيء الآخر أن الأحزاب السياسية لم تضطهد فقط الرجال فيها لكن اضطهدت الذين ليس لهم مصالح خاصة حتى وإن كانوا في القيادات العليا للأحزاب.
وعن تقييمها لدور الأحزاب السياسية قالت “حريري” إن الأحزاب وصلت إلى السلطة السياسية وليس لها دور بالتالي ليس لها تأثير على قواعدها، كما أنها فقدت الصلة مع قواعدها. ثلاثة أرباع قادة الأحزاب السياسية مش متواجدين في البلد” وتساءلت “حريري” من الذي يشعر بهذه المعاناة؟ كم حزب كم قائد في الحزب السياسي أو مسؤول في الحزب السياسي يستطيع أن يتواصل مع القاعدة الحزبية في البلد وكم هم؟ هل ممكن نقدمهم بالعدد؟ لا نستطيع!.
وأشارت “حريري” إن الأوضاع التي تعيشها الأحزاب انعكست أكثر على النساء لأنه من الأساس التواصل كان ضعيفًا إلى حدٍ ما مع القادة. الشيء الآخر حصر هؤلاء النساء في مسائل القطاعات النسوية داخل الأحزاب نفسها أيضًا أدى إلى أدوار ضعيفة لأنهن اضطروا أيضًا للتواصل مع القياديات في أحزابهن أو المسؤولات عنهن والمسؤولات عنهن وأيضًا ضعف تواصلهن مع القادة إلا من ندر.
وأضافت “حريري” إن موضوع الديموقراطية في الأحزاب السياسية كذبة كبيرة بدليل أنه لم تشارك قطاع قواعدها نساء ورجال موضوع تفريد النساء في قطاعات داخل الأحزاب، ولم يوصلوهم ولن يوصلوهم إلى صنع القرار، المرأة السياسية لم تمارس ضغط على القادة السياسيين على سبيل المثال أنتم لم تأخذونا إلى المشاركة السياسية في الحكومة أو في مواضيع داخلية في إطار الحزب، وأني ممكن أسلم بطاقتي وممكن أأثر على مجموعة كبيرة من المناصرين داخل هذا الحزب، الشيء الثاني إنه مش فقط قلنا كمان أن السلطة في الأحزاب أيضًا سعت إلى تحقيق مصالحها الخاصة والشخصية وحتى عندما قامت باختيار وزراء لم تعد إلى القواعد واختارت وزراء حسب الصداقة والأقرب والأقربون أولى بالمعروف.
وأشارت حريري إلى أن المجموعة النسوية في مؤتمر الحوار استطاعت إلى حد ما إسماع أصواتها خاصة المستقلات البعيدات عن الأحزاب، كما أن كل واحدة من العضوات وصلت إلى مكتسباتها الخاصة والشخصية هناك من حققت لها الشهرة مثلًا، هناك من حصلت على منصب سياسي، إلى آخره من هذا الكلام ويتفاوت من امرأة إلى أخرى، وطالما أن البعض حصلن على مكتسبات ومناصب سياسية أو شهرة أكبر كما نقول فيمكن اعتبار هذا تحقيق مكسب للنساء في مؤتمر الحوار الوطني، لكن المسألة برمتها أنه بالفعل خرجنا بنسبة لا تقل عن 30% لكن ظلت حبيسة الدفاتر والأوراق بدليل ما يحصل وأنه حتى في مسائل التشكيلات العادية مثلًا نأخذ مأموري المديريات لا توجد نساء!
وعن أدوار النساء التي يجب عليهن القيام بها ترى “حريري” أنه يجب على النساء أن يجتمعن على قضايا عامة وليس على قضايا جزئية والآن الفرصة متاحة إلى أن نناضل في الإطار العام وليس الإطار الجزئي، وبالعكس الوضع غير مُرضٍ بشكل كبير طالما وهناك غياب للدولة بأكملها وغياب الأدوار السياسية للأحزاب، والمفروض أن نستغل هذه الفرصة كنساء للمشاركة في القضايا العامة وليس فقط القضايا الخاصة، ليس قضايانا كنساء لكن قضايانا كمجتمع قضايانا كوطن بأكمله.
وأكدت “حريري” أن النساء اليمنيات بالفعل يستطعن صناعة السلام بدليل أنهن يقدمن مقترحات لكيفية إحلال السلام ويقدمن استشارات ما هي القضايا الأفضل وما هي الآليات المناسبة لقضايا مختلفة، هذا ما لم تصنعه الأحزاب، فالمرأة تحرص دائمًا على السلام والدفع للتقدم في العملية السياسية لأن دورها يُحتم عليها ذلك أولًا أن المسؤولية تزداد، المسؤولية في الحرب ازدادت على النساء بأدوارهم أنا لا أقول أنها ضحية بالعكس تضاعفت المسؤولية، فالكثير من الذين خرجوا لمواجهة الصعوبات أو توفير لقمة العيش لبقية أفراد الأسرة كُنَّ نساء، فهي تحولت من معيلة إلى عائلة.
وعن أهمية المشاركة السياسية للنساء تقول “حريري” إن المشاركة السياسية بحد ذاتها يجب أن تؤخذ بمجملها المشاركة المجتمعية الشاملة الكاملة وليس في القضايا الجزئية على سبيل المثال الخدمات الغير متوفرة في أي منطقة كانت أرى أن مشاركة النساء مهمة في هذا الموضوع سواء من الظهور في الغضب أي الغضب المجتمعي على مستوى الشارع والظهور على مستوى حمل الملفات المتعلقة بهذه القضايا سواء على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي، وطرق باب المحاكم بهذا الشأن إذا ثبتت أن القضايا هذه مفتعلة وليست قضايا حقيقية، في كل هذا يجب أن تشارك النساء ومتى ما خرجت إلى المجتمع، المجتمع بحد ذاته أيضًا تتغير إلى حد ما رؤيته تجاه النساء، الشيء الآخر أنه طالما الناس خُذلت من الأحزاب السياسية وقادة الأحزاب السياسية هذه فرصة أيضًا للنساء في الظهور إلى تحمل هذه المسؤولية وليس فقط النساء اللاتي خارج الأحزاب لكن بالنساء الحزبيات أيضًا.
وأشارت “حريري” إلى أن أولوية النساء هي وقف وإنهاء الحرب وهذه الأولوية التي ركزت عليها في مختلف الأنشطة ابتداءً من النشاطات مثل حملات المناصرة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة أو لمبادرة المبعوث الأممي واختلفت الأنشطة من مجموعة إلى أخرى لكن كلها كانت تصب في نفس الاتجاه حول إنهاء الحرب وإحلال وتحقيق السلام والتوعية بهذه الأمور والتأهيل والتدريب فيها واللقاءات المختلفة مع أطراف مسؤولي طرفي الصراع (أحزاب سياسية ومكونات سياسية أيضًا) هذه بالنسبة للأولوية التي كانت فيها المجموعات النسوية خاصة في ظل جائحة كوفيد 19 ولكن هناك أولويات تختلف من محافظة إلى أخرى.