منصة تاء :نجوى حسن
” حصلت عليه دون إي عراقيل، سابقًا كانت تواجهنا صعوبات عديدة للحصول على وثيقة جواز سفر خصوصاً في ظل الحرب التي ضاعفت من معاناتنا” بدأت بلقيس المحمودي – 29 عامًا، من محافظة تعز، حديثها معنا عن انتصار مهمٍ تحقق أخيرًا للمرأة اليمنية .
واجهت النساء اليمنيات صعوبات بالغة في استخراج وثيقة السفر، قبل صدور توجيهات من وزارة الداخلية بتطبيق القانون اليمني رقم 7 بشأن الجوازات وإلغاء الوصاية على المرأة.
تقول المحمودي : “بعد سماعي بصدور القرار ذهبت مباشرة إلى مصلحة الهجرة والجوزات، سلمت الوثائق الرسمية فقط وبدون حضور ولي امري ، وبكل سهولة أجريت المعاملات بدون تعقيد”.
رؤى موظفة في مصلحة الهجرة والجوازات بتعز أسعدها قرار إلغاء الوصاية وتسهيلات استخراج جواز سفر، وإلغاء اللوائح التي كان يُعمل بها سابقًا في مصلحة الهجرة والجوازات التي كانت تصعب على النساء استخراج وثيقة السفر الشخصية، تقول : “استغربت من التسهيلات التي حصلت، لأني كنت اشتغل في المعاملات سابقاً، وكنت أرى أواجه صعوبات وتعقيدات على المرأة، أبزرها إهدار الوقت والمال” موضحة: “كانوا يستغلون المرأة؛ بسبب الوصاية المشروطة عليها لاستخراج جواز سفر”.
لم يعد استخراج جواز سفر للمرأة بالغ الصعوب نتيجة التسهيلات وتطبيق القرار الذي صدر من وزارة الداخلية، قبل أسابيع، بتطبيق القانون الخاص بالجوازات والسفر رقم 7 لسنة 1990، والذي يتضمن إلغاء الوصاية على المرأة.
جهاد المخلافي نائب مدير فرع مصلحة الهجرة والجوازات بمحافظة تعز أكد لـ”تاء” أن “مصلحة الهجرة تعمل بقرار وزير الداخلية الخاص بشأن الجوازات والسفر”، موضحًا أنه “بمجرد حضور المرأة سواء كانت متزوجة أو عازبة وبلغت سن 16 عامًا، وتريد استخراج جواز سفر، نوافق بدون اشتراط حضور ولي الأمر”.
حق وتمكين
يمكن القرار المرأة من ممارسة حقها الذي حرمت منه منذ عقود”، بحسب عضو قيادي بحملة جوازي بلا وصاية ياسر المليكي “يظهر تطبيق القرار مؤسسات الدولة بمظهر المسؤول على تطبيق القانون، بالإضافة إلى توفير الوقت والجهد والمال وانهاء معاناة النساء وذويهن، وكذلك تسهيل عمل موظفي مصلحة الهجرة والجوازات أنفسهم”.
وتتفق رؤى مع ياسر حول أهمية القرار، موضحة: “أصبحت المعاملة سلسة و سهلة للمرأة ، وكذلك وفر لنا الوقت والجهد ” .
وأفاد المليكي أن “تطبيق القانون له أهمية في الجوانب الأمنية، حيث أنه يربط الجميع بإحصاءات مهمة للدولة، إذا ما تم التنسيق مع الأحوال المدنية وغيرها من المؤسسات الخدمية”.
جهود مبذولة
وانطلقت حملة جوزاي بلا وصاية في 7 أغسطس 2021 بعد أن سبقتها العديد من الترتيبات لعدة أشهر , إذ نفذت الحملة عدد من التكتيكات والأنشطة لتطبيق القانون وإلغاء العنصرية والمساوة بين الرجل والمرأة. وبحسب المليكي “من أبرز ما قامت به الحملة هي الوقفة الاحتجاجية، والندوات مع أهل القضية وصناع القرار”، مضيفًا: “الضغط على صناع القرار جاء بعد الأنشطة الإعلامية والرسائل الخاصة من شخصيات مؤثرة في المجتمع”.
ويرى ياسر أن حملة جوزاي بلا وصاية حققت أهدافها باستصدار قرار من رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية ومصلحة الجوزات لتطبيق القانون الخاص بالجوازات، مشيرًا إلى أنهم يراقبون تنفيذ التوجيهات والعمل بالقانون في فروع المصلحة؛ كنوع من الرقابة الشعبية، ويستقبلون الشكاوي من المتضررات من أي إجراءات تمييزية في فروع المصلحة، ليتم الرفع بها إلى وزارة الداخلية”.