فاطمة العنسي : منصة تاء
نساء اليمن صانعات السلام، الساعيات دوما نحو إشعال فتيل النور، في أشد الحاجة إلى بصيص أمل يعلن تحريك ظلام ملف السلام المتعثر منذ سنوات، والذي خلف الآلاف القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تدهور كلي الأوضاع الإنسانية في البلاد.
من رحم بئس الحرب، حصدت الناشطة الحقوقية أرواد الخطيب، جائرة فكر للسلام للعام الجاري 2021، والمقدمة من منظمة (فكر) للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات .
الخطيب الحاصلة على بكالوريوس علوم سياسية من جامعة صنعاء ، بدات العمل في المجتمع المدني منذ ٢٠١٢م، وتحملت مسؤولية ادارة المشاريع في منظمة تمكين ومن ثم رئيسة لمؤسسة تعايش للحقوق والتنمية ومدير ادارة البرامج والتدريب في يمن إنفورميشن سنتر .
وعن اختيارها ضمن المرشحين لجائزة فكر للسلام، قالت ارواد، أنه” تم اختياري ضمن اهم القيادات النسوية الشابة من قبل نخبه من الاكادميين والاعلاميين وصناع الراي والسياسيين، وشاركت في كثير من المؤتمرات والفعاليات داخليا وخارجيا ، والى جانب ذلك انا عضوه في العديد من المنصات والتحالفات المعنيه بالسلام و،مدربه في مجال بناء السلام وتحليل النزاعات، و كاتبه وإعلامية في اكثر من وسيلة ، اركز في كل أنشطتي وكتابتي على قضايا السلام والتعايش ومحاربة الكراهية “.
وأضافت الخطيب “لمنصة تاء”، ” الجوائز والتكريم هي تقدير للدور المتواضع الذي يلعبه احدنا في سبيل تعزيز فكرة السلام ومناهضة العنف والكراهية والدعوة للتعايش في ظل الصراع الذي تعيشه البلاد منذ سبع سنوات ، وهي ايضا دعوة لاستمرار هذه الجهود وتحفيز اخرين وهم كثر من الفاعلين في المجال الحقوقي والاعلامي لرفع خطاب السلام ودعم اي جهد لتحقيق السلام وتعزيز التعايش مهما كان هذا الجهد بسيط لأن الحقيقة الوحيدة الثابته هي ان الحرب لابد ان تنتهي في يوم من الايام ولابد من التعايش ولن يتسطيع أي طرف أو جماعة إقصاء الطرف الآخر مهما بدا له ذلك ممكنا ورغم سعادتي بهذا الاختيار إلا إني أرى فيه مسؤولية أخلاقية أمام الجميع من أجل مضاعفة الجهد في سبيل تحقيق السلام ومناهضة كل دعوات الكراهية والحث على قيم التعايش”.
إن تعمل في مجال بناء السلام بحيادٍ تام وسط حلبة صراع دامية كما هو الحال في واقعنا ، فان ذلك هو اهم الصعوبات التي تواجهك ، فانت مطالب بان تحدد موقف الى جانب طرف من الاطراف كما انك تكون محط اتهام وتخوين ، والابشع من ذلك كمية القُبح التي خلفتها هذه الحرب والتي اصبح معها المرء يحاسب لاسباب مناطقية اومذهبيه اوطبقية ، ولهذه الاسباب جميعا وجدت نفسي اكثر تمسكا بالدعوه للسلام والاستمرار في معارضة الحرب وسابقة كذلك حتى يعم السلام كافة ارجاء اليمن. حد قولها.
وتابعت ارواد، “منذ بداية الحرب اتخذت موقفا رافضا لاستخدام القوة في حل الخلافات السياسية وعملت من خلال مؤسسة تعايش التي اسستها منبرا للترويح لقيم السلام ، والتركيز على دور وسائل الاعلام في مواجهة خطاب الكراهية ومفاهيم قيم الصحافة الحساسة تجاه النزاعات الى جانب كتاباتي الدورية في عدد من وسائل الاعلام عن السلام وحتمية تحقيقه ودعوة اطراف الصراع الى العودة الى طاولة الحوار باعتبارها المكان الوحيد لحل الخلافات، بالاضافه الى مشاركاتي في الدورات والمؤتمرات الخاصه بعمليه صناعة السلام كما أنني مدربه متخصصه في هذا الجانب، بالإضافه إلى إنني أكرس جميع منصاتي علي السوشيال ميديا من أجل دعوى التعايش ونبذ التعصب وقبول الآخر وأؤكد دائما علي أهمية السلام في اليمن.
ووجهت الخطيب كلمه للنساء قائلة: “علي المرأة ان تكون صانعه تغيير نفسها ومن ثم المجتمع، وإن تساهم في ردم الصدع الذي خلفته الحرب ولو حتى بكلمه، هذه الحرب فرقتنا وشتتتنا ومزقت الهويه اليمنية، لاتنتظري للمشاركة المباشره في المسار الاول الخاص بالمفاوضات ولكن اشتغلي علي محيطك بيئتك حثي الناس علي قبول بعضهم البعض والتعايش فيما بينهم”.
.
وفي نهايه حديثها أضافت طريقا رواد لمنصت تاء، السلام ما يزال بعيدا لكنه ممكن اذا ايقنت اطراف الصراع باستحالة تحقيق نصر عسكري ، وإذا قدمت مصالح اليمن على مصالح الأطراف الإقليمية التي حولت البلد الى ساحة لتصفية حساباتها، انظروا بعد سبعة أعوام إلى المآسي التي خلفتها الحرب ، وكونوا شجعانا واتخذوا قرارات بوقف الحرب واذهبوا الى محادثات سلام فلا أحد منكم سينتصر ولكن الاصرار على مواصلة الحرب يعني استمرار الماسي والدمار يكفي حرب.