فاطمة العنسي – منصة تاء

 

 

“تفاجئت بمداهمة منزلي بداية الحرب في البلاد، واتهامي بالعمل لدى جهات معينة، وتمت مراقبتي لدة شهرين، بالإضافة الى اتهامي بصورة مباشرة بالعمل مع أطراف وأجندة خارجية،  بصورة عامة، وضع الصحفيات في اليمن لاسيما في ظل الانقسام السياسي والعسكري سيئ للغاية”. هكذا أجابت الصحفية حفصة عوبل عن وضع العمل الصحفي في البلاد.

 

ولفتت عوبل ، الى انها عملت كصحفية في العاصمة صنعاء، خلال الفترة 2015 الى 2018مع احدى القنوات العربية، وعند نزولها لتغطية أي حدث كانت تتعرض للمضايقات العديدة مثل سحب الهاتف الشخصي، والاعتقال، والاتهامات، بالإضافة الى السب والشتم، والتهديد المتكرر بالإخفاء القسري.

 

وتضيف، لمنصة “تاء”، أنه، “لا نملك نحن الصحفيات في اليمن خلال قيامنا بمزاولة العمل، على أي نوع من الحماية الشخصية، ناهيك عن انعدام التسهيلات سوى من سلطات الامر الواقع على الارض أو المؤسسات الاعلامية”.

وذكرت انها عندما  قامت بتغطية حدث لمظاهرة في مستشفى الثورة للمطالبة بالرواتب، تعرضت للاستجواب ومصادره هاتفها، وتهديدها بالإخفاء القسري في حال لم تعترف مع أي جهة تعمل. على حد قولها.

 

وتحتل اليمن المرتبة 169 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2021من بين 180 دولة، حيث تندرج ضمن أسوأ البلدان قمعًا لحرية التعبير، ففي 2020 رصد مركز الحريات الإعلامية 143 حالة انتهاك لحرية التعبير في اليمن ضد أفراد ومؤسسات إعلامية، تورط فيها جماعة الحوثي والحكومة اليمنية إضافة إلى 22 حالة قيدت ضد مجهول.

 

الأمان الوظفي “شبه المعدوم” في اليمن

قالت الدكتورة بلقيس علوان رئيسة قسم الاذاعة والتلفزيون في كلية الاعلام بصنعاء، أن الأمان الوظيفي للصحفيات اليمنيات يعتبر ، “شبه معدوم”، إذ أنه يتعدى الجانب المادي الى التهديدات الامنية.

وأكدت علوان لمنصة “تاء”، أن الصحفيات اليمنيات أغلبهن توقفن عن العمل، ويعانين وضع صعب بشكل كبير، وأضافت، في مقابل ذلك يجدر الاشارة الى الصحفيات الاتي برزن انفسهن، وعملن بشكل أكثر على تأهيل انفسهن، مما انعكس بشكل لافت على مستوى ادائهن الصحفي.

وأكدت علوان، أنه يتوجب على الصحفيات الالتزام بالخط المهني، وعدم بث خطابات الكراهية، والتورط في الخطابات العنيفة أو الموجهة والحساسة، ليس فقط لحفظ الأمان الشخصي وانما ايضا لحفظ الأمان والسلم الاجتماعي.

 

التأهيل والتدريب وبناء القدرات

أشارت الدكتورة علوان انه من الممكن خلق بيئة عمل مناسبة للصحفيات في ظل الوضع الحالي، وهو عن طريق التأهيل والتدريب وبناء القدرات، وأضافت، ” الوضع يتطلب منا كصحفيات الى أدوات أكثر مهنية وأكثر قدرة، ولنا في الصحفيين الفلسطينيين نموذج رائع، فقد تمكنوا من العمل والوصول الى وسائل عالمية، فضلا عن المواد الصحفية والكتابات التي تصنف  من الطراز الأول، فهو السلاح الذي نواجه به التحديات الراهنة ونكون أهلات للاستمرار بامتياز”.

 

 

ايضا من  الحلول في إيجاد بيئة عمل مناسبة هو التشبيك والبحث عن منصات مواقع تنتهج النهج المهني للعمل وتكون مكان لتقديم المحتوى الصحفي من خلالها، لدينا صحافه الحلول وصحافة السلام، لدينا الكثير من القضايا التي يجب أن نعمل عليها، السكانية البيئة، التوعية، لان معركتنا الحقيقة هي توعية المجتمع، ليس واجب على الصحفيات وضع أنفسهن في واجهه ممكن أن تعرضهن إلى تهديدات أمنية، وتهدد سلامي الشخصي. وفق علوان.

 

توعية المجتمع

في سياق متصل لفتت الصحفية صفية الكوماني، أنه من اجل الحصول الى أمان وظيفي للصحفيات يتطلب الأمر مزيد من التوعية للمجتمع والاطراف السياسية والجهات المعنية بأهمية تسهيل العمل للصحفيات، بالإضافة توفير دعم إضافي للصحفيات من المؤسسات الإعلامية ليتمكن من التغلب على الصعوبات التي يواجهنها.

وأضافت الكوماني لمنصة “تاء”، انه في ظل الوضع الحالي للبلاد والتي دخلت عامها السابع من الحرب، من الصعب الحديث عن حقوق الصحفيات في السلم الوظيفي فالحرب جعلت الكثير من المؤسسات في وضع انهيار، ، واعتقد أن إيمان القائمين على المؤسسات بدور المرأة وضرورة نيل حقوقها من عدمه يؤثر تأثير مباشر، بالإضافة إلى مدى ملائمة الظروف بالنسبة للصحفية لتقلد وظائف أعلى.”

 

واتفقت الصحفية صفية مع الدكتورة بلقيس الى ان اكتساب المهارات والحصول على دورات مختلفة بمختلف الأنشطة الموجهة نحو الصحفيات وبناء القدرات الذاتية من الممكن ان يحصلن الصحفيات على مناصب ومراكز عالية في الجانب الوظيفي، مؤكدة ان رفع الوعي بحقوقهن في مؤسسات العمل والمجتمع شيء لابد به للحصول على النتيجة المرجوة.

 

معوقات عديدة

ومن  حضرموت أكدت الصحفية عبير واكد، ان الصعوبات التي تواجه الصحفيات اليمنيات عديدة، منها على سبيل المثال وليس الحصر، ضعف شبكتي الاتصالات والنت، وعدم تفاعل الفئات المستهدفة في المادة مع الصحفي.

وأضافت واكد لمنصة تاء، ” يحدث احيانا بعد الإنتهاء من العمل أن تطلب منك هذه الفئة بعدم النشر، لما يشعره البعض من رهبة وخوف في أن اقوالهم وشهادتهم ستعرضهم للخطر”.

 

اشتراط الجهة/المنصة الإعلامية مادة معينة ذو موضوع محدد للغاية ما يسبب الإزعاج للبعض لعدم وجود الرغبة والشغف حيال هذا الموضوع، فيتم إنتاج المادة رغمًا عن تطلعات الصحفي في المواضيع التي يميل في تغطيتها فرغبة وميول الصحفي مهمة. حسب قولها.

حلول ممكنة

أكدت الصحفية عبير واكد، أنه من الحلول الممكنة للحصول على أمان وظيفي للصحفيات هو منح الصحفيات حق العمل في المجال الذي تفضله، إلزام اطراف الصراع في اليمن بعدم اختراق القرارات والمواثيق الدولية التي تفيد بحماية المرأة وعدم التعرض لها أو الإساءة لها بأي شكل من الأشكال وادماجها في المجتمع، وأن توفر المؤسسات الإعلامية والصحفية لعاملاتها من النساء ادوات الصحة والسلامة والأمن والالتزام بمواثيق الشرف الصحفية المتعارف عليها بأن لا يكون الصحفي هو القصة.

وأشارت لمنصة تاء، انه يتوجب كذلك عقد لقاءات وورشات عمل للتوعية بحقوقهن تتبنائها وكالات إعلامية محلية ودولية ليكون التأثير ذات أثر بعيد.